Monday, October 11, 2010

هل الشعب المصرى جاهل حقا بالسينما؟

فى سياق دفاع الممثل عمر الشريف عن فيلم "المسافر"، والرد على من وجهوا بعض الانتقادات للفيلم، ذكرت الصحافة الفنية أن الشريف قال أن الشعب المصرى لا يفهم فى السينما، بدليل أنه – الشعب المصرى يعنى – ظل يحب اسماعيل ياسين عشرين عاما مع أنه – اسماعيل ياسين هذه المرة – لم يكن يعرف التمثيل. وفى سياق آخر حاول عمر الشريف توضيح وجهة نظره، والتخفيف من حدة هجومه على الشعب المصرى، فذكر أنه لم يقل أن الشعب المصرى جاهل فى العموم، ولكن "مش كل الشعب المصرى يفهم فى السينما، ومش كل الشعب المصرى يقدر يعرف ويفهم الدور الذى تقدمه الأفلام المصرية والسينما المصرية" (الدستور، 1 أكتوبر 2010).
أرجو ألا يفهم القارئ أو يفترض مسبقا أن ما سوف يقرأه الآن هو نوع من الهجوم على عمر الشريف، أو الدفاع عن "الشعب المصرى"، الذى نتعامل معه باعتباره كائنا خرافيا له مواصفات جاهزة وثابتة، بحيث أنك عندما تراه لا تملك إلا أن تصيح: "أهو ده الشعب المصرى".
سوف أتوقف أولا عند الأفكار التى تتضمنها عبارات عمر الشريف، الذى اعترف هو نفسه أكثر من مرة أنه اكتشف أنه لم يكن يعرف التمثيل حقا فى بداية حياته، بل أضاف أن التمثيل شىء سهل لا يقارن بمهن وأعمال أخرى مثل الطب أو الهندسة. وتلك "الاكتشافات" والاعترافات العفوية والتلقائية هى ما يعجبنى فيه حقا، لذلك أتصور أنه لا يعتقد أبدا أنه يملك الرؤية القاطعة المانعة حول السينما أو الشعب المصرى، ولعله فى مراجعاته لنفسه أن يدرك حجم التناقضات فى تصوراته عنهما معا.
توحى كلمات عمر الشريف أن هناك شيئا سحريا أو حتى كهنوتيا ما اسمه "السينما"، يفهم فيه البعض ويجهله أكثر الناس، ولهذا الشىء السحرى "دور" يستغلق فهمه على العوام من الناس. وهذا للأسف الشديد مفهوم يحلو لمن يطلقون على أنفسهم "النخبة" أو "الصفوة" ترويجه فى كل الميادين والنشاطات فى حياتنا، لأنهم بالطبع هؤلاء الذين "يفهمون"، أما الغوغاء أو الرعاع فهم فى غيهم يعمهون، ولعل القارئ أن يتفق معى منذ البداية أن تلك آفة تنتشر فقط فى المجتمعات التى تعانى من مرحلة من العشوائية فى تاريخها كما يحدث لنا الآن، مرحلة من الضبابية وعدم القدرة على رؤية الغد، أى غد، فيركن أهل الثقافة والسياسة العاجزون عن الفعل الحقيقى إلى إلقاء تبعة عجزهم عن التفاعل مع الواقع أو التأثير فيه على عاتق "الشعب الجاهل"، وهنا لا أدرى لماذا إذن نطلق تعبير "الصفوة" على هؤلاء الذين يفترض أن يقوموا بدور "الطليعة" كما ينبغى لأى طليعة أن تفعل فى أى مجتمع يريد أن ينفض عن نفسه غبار التخلف، لينطلق نحو مستقبل جديد، لكن "الطليعة" تلك تكتفى هنا أن تقف خارج الملعب، وتكتفى بإطلاق الأحكام على اللاعبين، وهم هنا الشعب المصرى الغلبان.
أولا: هل هناك شىء اسمه "السينما" بالألف واللام، أى أنها وحدها السينما وما عداها يخرج من جنتها؟ سوف أحيل القارئ هنا إلى ما يسود فى الثقافة العالمية الآن فى هذا الصدد، فعندما كانت السينما فى بداياتها عانت كثيرا من الاحتقار من جانب الفنانين والفلاسفة فى مجالات الفنون الأخرى، لأنهم كانوا ينظرون إليها باعتبارها صورة جديدة من الفانوس السحرى أو صندوق الدنيا، أو نوعا من التسلية التى لا ترقى إلى مستوى الفنون التقليدية الأخرى. وصدّق العاملون فى السينما ذلك التصنيف لفترة، وعانوا منه، وكان رد الفعل أن ظهرت أفلام مغرقة فى الغموض والتجريب، لأنها حين تكون غير مفهومة من عامة الناس سوف تصبح "فنا"!! من جانب آخر امتشق فلاسفة السينما أسلحتهم دفاعا عنها، وتباينت وسائل هذا الدفاع، بين رودولف آرنهايم (فى الثلاثينيات) الذى قال أن السينما تستمد قيمتها من قدرتها على تحريف الواقع وتغييره، أو سيجفريد كراكاور (فى الستينيات) الذى رأى أن قيمة السينما الحقيقة تكمن فى قدرتها على نسخ الواقع على نحو لا تستطيعه الفنون الأخرى.
وبرغم حسن نوايا هذا وذاك، وبرغم تعارض أفكارهما بين الشكلية المجردة والواقعية الخالصة، فقد كانت نقطة الضعف عندهما تكمن فى أن كلا منهما كان ينادى: "تلك هى السينما وإلا فلا!"، وبينهما كان أيضا آندريه بازان (فى الأربعينات والخمسينات) والذى جُمعت بعض مقالاته النقدية بعد وفاته لتحمل اسم "ما هى السينما؟". فى كل هذه الاتجاهات كانت النظريات تتضمن "وصفة" إرشادية، تُملى على السينما ما ينبغى أن تكون. لكن ذلك حدث عندما كان كل تطور تقنى فى السينما ينتظر سنوات طويلة حتى يتحقق (مثلا: لقد ظلت السينما صامتة ولم "تنطق إلا بعد ثلاثين عاما من ولادتها)، لكن الثورة التقنية فى العقود الأخيرة باتت تنجز كل يوم ما لا يخطر على بال (على سبيل المثال: التقنيات الكومبيوترية تتضاعف كل عام فى متوالية هندسية عشرة أضعاف، وأصبح من السهل أن تنجز فيلما مغرقا فى "الواقعية" من خلال العالم الافتراضى داخل الكومبيوتر).
كانت النتيجة ببساطة أن الممارسة فى السينما أصبحت تتجاوز النظرية بمراحل، لم تعد السينما تنتظر من يقول لها ماذا "يجب أن تكون"، لأنها أدركت أن الأهم هو أن تبحث عما "يمكن لها أن تفعل"، وبين المفهمومين فارق شاسع. لذلك لا تستغرب أن ترى الآن فيلما ما بعد حداثيا وهو فى نفس الوقت جماهيرى تماما (أرجو إن استطاع القارئ أن يعود إلى فيلم "500 يوم مع سمر" الذى سبق لنا تناوله على هذه الصفحة). من جانب آخر فقد أدرك دارسو السينما ومدرسوها (مع جيمس موناكو وجيرالد ماست وغيرهما منذ السبعينات) أنه لا يوجد شىء اسمه السينما بالألف واللام، هناك عشرات السينمات، سواء من ناحية اللغة أو الشكل الفنى أو التأثير فى المتفرج، بل إن كتابا مهما لديفيد كوك يحمل عنوان "تاريخ للسينما الروائية"، وليس "تاريخ السينما الروائية" (كما أصر ناشر ترجمتى للكتاب)، لأنه ليس هناك تاريخ واحد لهذا الفن، الذى تستطيع أن تتناوله بعشرات المناهج والرؤى وتصل إلى نتائج قد تبدو مختلفة، لكنها متكاملة فى نهاية المطاف.
أعود إلى كلمات عمر الشريف عن أن الشعب المصرى لا يفهم فى السينما فأسأله الآن، وفى ضوء تأكيدنا على أنه لا يوجد شكل واحد للسينما: أى سينما يقصد؟ إننا أحيانا نتصور أن تاريخ (أو تواريخ) السينما قد صنعتها أفلام جودار وأنطونيونى وفيللينى وكل هؤلاء الفنانين الكبار بحق، الذين لا أنكر مطلقا إسهاماتهم الخاصة فى هذا الفن، وإن كنت أؤكد للقارئ أن هؤلاء مجهولون لدى أغلب جماهيرهم فى بلدانهم، لسبب بالغ البساطة، أنهم يصنعون "سينما"، وأن هناك "سينمات" أخرى تنال حظا أكبر لدى المتفرج، ليس لأن أفلامهم تحمل أسرارا غامضة تهم جمهورا خاصا، ولكن لأن للسينما "وظائف" أخرى بالإضافة إلى مخاطبة العقل، وظائف مثل مغازلة المشاعر، أو تفريغ شحنة التوتر الذى نعيشه فى حياتنا اليومية، وإننى أستحلف القارئ أن يجيبنى بصراحة: إذا كنت قد عدت فى المساء متعبا فهل تختار أن ترى فيلما من إخراج يوسف شاهين أم فيلما من "تمثيل" اسماعيل ياسين؟ (أنا شخصيا سأختار الأخير بلا تردد).
لقد وضعت كلمة "تمثيل" بين قوسين لأن عمر الشريف قال أن اسماعيل لم يكن يعرف التمثيل (وسوف نفترض هنا أن هناك شيئا اسمه "التمثيل" وما عداه ليس كذلك)، فهل كان يعرفه – مثلا – لوى دى فينيس أو جيرى لويس أو جين كيلى أو .... وإذا عدنا إلى أن للسينما وظائف عديدة بل متناقضة أحيانا، فمن بين هذه الوظائف صنع من يسمون بـ"النجوم"، وهؤلاء فى جوهرهم ظواهر اجتماعية أكثر منها فنية، ولهم وظائف غير إقناع المتفرج بأنهم يدخلون تحت جلد شخصية فنية متخيلة، إنهم يظهرون على الشاشة ليمثلوا أنفسهم (هل يمكن أن ننكر أن جريتا جاربو كانت لا تتقن فنا تمثيليا، لكنها تملك هالة آسرة من النجومية؟)، وكثير من النجوم تحولوا إلى التمثيل عندما تقدم بهم العمر، مثل بول نيومان وعمر الشريف نفسه على سبيل المثال، والأقل هم الذين جمعوا بين النجومية والتمثيل مثل براندو أو داستين هوفمان أو آل باتشينو أو دى نيرو. ما أريد التأكيد عليه هنا أن الجمهور المصرى لم يرسب فى امتحان مادة فهم السينما عندما أحب اسماعيل ياسين وأفلامه، لكن هذا الجمهور وجد فى هذه الأفلام نوعا من المتعة والتسلية والعزاء، وكلها بعض من وظائف الفن، أى فن.
بل الغريب أننا ننسى حقيقة بدهية تماما، إن الأفلام التى شكلت "صناعة" السينما لم تكن أفلام الفنانين أصحاب التجارب الجريئة الغريبة، بل كانت أفلاما جماهيرية تماما، تكاد أن يُستنسخ الواحد منها من الآخر، وهو ما خلق ما يُسمى "النمط الفيلمى" أو "الجانر"، هل تريد فيلم عصابات؟ هناك توليفة سبق تجريبها ونجحت، فلتسر إذن على منوالها، وهو ما ينطبق على الأنماط الأخرى مثل أفلام الويسترن والكوميديا الرومانسية والأفلام البوليسية، وعبقرية بعض الفنانين الكبار فى تاريخ السينما تأتى من قدرتهم على استخدام التوليفة والخروج عليها فى وقت واحد، أو بأن تحمل تقاليد النمط خطوة فنية إلى الأمام فى لغته السينمائية أو فى مضمونه، وياليت السينما المصرية درست أنماطها الجماهيرية بجدية، فربما استطاعت أن تخلق من أفلام فتوات نيازى مصطفى، أو الكوميديا الموسيقية وحتى الفانتازيا عند عباس كامل أفلاما تقف على أرض جماهيرية صلبة، وتضيف فى نفس الوقت وعيا فنيا وسياسيا أعمق. ومن الحق أن نذكر فى هذا السياق أنه كانت هناك محاولات لم تكتمل أو انحرفت نحو مفاهيم الصفوة إياها، مثل كوميديا شريف عرفة وماهر عواد الموسيقية فى بداياتهما، أو فانتازيا رأفت الميهى فى نهاياته.
إنك إذا تأملت كيف صارت السينما الأمريكية على ما هى عليه من قوة وسطوة فسوف تكتشف أن ذلك كان بسبب السينما الجماهيرية وليست سينما الصفوة، فمنذ البدايات كان السينما (الصامتة آنذاك) هى الفن الذى "يستهلكه" قطاع واسع من المهاجرين الجدد إلى أمريكا ولم يكونوا يتقنون اللغة الإنجليزية بعد، كانت سينما متواضعة تُعرض فى دور عرض أكثر تواضعا لجمهور لا يتوقف عن الصخب، وكانت هى وسيلة التسلية الرخيصة لهؤلاء، وأدرك صناع الأفلام أن عليهم صنع مئات (بالمعنى الحرفى للكلمة) من بكرات الأفلام القصيرة كل أسبوع لكى تُستهلك فى دور العرض البائسة تلك. ومنذ ذلك الحين عرفت "صناعة" السينما الأمريكية أن عليها أن تخاطب "الجمهور"، والأهم أن تعرف من هو هذا الجمهور، واستعانت بمختلف التخصصات لتحدد العلاقة بين البضاعة والزبون، فهناك شرائح مختلفة للجمهور (عمرا وسكنا ووظيفة وحالة اجتماعية بل وعرقا وجنسا أيضا)، لذلك فإنها تحدد متى وأين ولمن تطرح هذا الفيلم أو ذاك. فى مثل هذه الصناعة لا مجال للاستعلاء على الجمهور، بل احترامه أولا، والتلاعب به ثانيا، كما أضيفت أخيرا مساحة للإبداع الفنى المغامر الجديد فى هذه الأفلام الجماهيرية، على نحو ما ترى على سبيل المثال فى أفلام كريستوفر نولان "باتمان يعود" أو "البداية"، وإن كان البعض يرى فى ذلك انتصارا للتيار السائد فى الصناعة السينمائية أكثر من استفادة المبدعين منها.
"احترام الجمهور"، تلك هى كلمة السر فى نجاح أى نشاط إنسانى، حتى لو كان هذا الاحترام يهدف فى التحليل الأخير لاحتواء هذا الجمهور. لكن ما يسود لدى أوساط الصفوة المزعومة لدينا هو إلقاء اللوم على هذا الجمهور (أو الجماهير فى عالم السياسة). لست أخشى أن أعترف أننا لم نبذل جهدا حقيقيا من أجل هذه الجماهير، سواء كنا فى مقاعد السلطة أو المعارضة، إننا نتحدث عنها لكنه حديث يتضمن السخرية منها تارة أو التجارة بها تارة أخرى، لكننا لا نفكر جديا فى أمرها، بل إننا لا نعرف حقا كيف تعيش، أو أننا نعرف و"نستعبط".وسوف أعيد هنا ما سبق أن أشرت إليه مرارا: هل دخول المتفرج المصرى دار العرض السينمائى مرة واحدة كل سبع سنوات يجعل منه "جمهورا"؟ (فى الأسواق السينمائية فى العالم كله تعتبر صناعة السينما ناجحة عندما يدخل المتفرج دار العرض أربع مرات كل عام). هل يوجد عدد كاف من دور العرض للشعب المصرى؟ (هناك 250 دار عرض فقط لثمانين مليونا، وأغلب محافظات مصر خالية أصلا من أى دار عرض). هل هناك فى ميزانية الأسرة المصرية ما يجعلها قادرة على دخول السينما، وهى ممزقة ماديا بين تكاليف الحياة اليومية والدروس الخصوصية، وممزقة جسمانيا ومعنويا بين اضطرار أفرادها للعمل فى أكثر من وظيفة لكى يجدوا فقط ما يكفى لقمة العيش، أو حتى قسط السيارة التى اضطروا لشرائها حفاظا على كرامتهم من وسائل مواصلات لا ترضى جمعيات الرفق بالحيوان؟
للأسف فإن احتقار الصفوة – أو من يفترض أنهم كذلك- للجماهير أصبح "موضة" هذه الأيام، كل من هب ودب، ولديه علاقات خاصة ما تسمح له بأن يمسك قلما ويكتب عمودا فى صحيفة مصحوبا بطلعته البهية، يتصور أنه يستطيع أن يدلى بدلوه فى كل شىء، السياسة والدين والفن وعلم الاجتماع وألف صنف، ومن هؤلاء من أصبحوا "نجوما" تتناسب نجوميتهم مع نجوم العصر الذى سوف ينظر له التاريخ باعتباره عصر انحطاط بالمعنى الكامل للكلمة. من هؤلاء من يروج لمقولة أن "الشعب المصرى" لديه "جينات" السلبية والخوف والعدوانية والـ.... إلى آخر هذه الصفات السلبية. أبسط ما يمكن الرد به على هؤلاء أنهم يرددون مفهوما عنصريا ربما تتردد إسرائيل نفسها عن ترويجه، وأنه مفهوم يفتقد للحد الأدنى من النظرة التاريخية. فالشعب المصرى ليس كتلة مصمتة ذات وجود أزلى أبدى، والتاريخ المصرى البعيد والقريب شهد عصور ازدهار تارة واضمحلال تارة أخرى، وكان الأمر يتعلق دائما بالشروط التى توفرها لهذا الشعب، كأى شعب آخر. إننا ننسى أن الشعوب الأوربية – التى نتصور أن الله سبحانه وتعالى قد خلقها "متقدمة" – دخلت فيما بينها حربين ضاريتين خلال عشرين عاما فقط خلال القرن الماضى، ومات فيها عشرات الملايين، وننسى مثلا حين الحديث عن هزيمة 1967 أن فرنسا احتلت من الألمان خلال الحرب العالمية الثانية، وننسى أن الإسبان تقاتلوا فى حرب أهلية ضارية منذ عقود قليلة مضت، وننسى أن الألمان قد آمنوا بالنازية وهى من أكثر الفلسفات السياسية شذوذا.
ياسادة، شعبنا ليس عبقريا عبقرية خاصة كما يتصور البعض دفاعا عنه، وليس متخلفا غبيا كما يردد البعض الآخر لكى يُبرئوا ذمتهم منه ومن أزماته التى لم يصنعها لنفسه. ياسادة، إنزلوا إلى الشوارع، وطوفوا فى أنحاء القاهرة وانزلوا الصعيد واصعدوا إلى الدلتا، لتروا بأعينكم كيف يضطر الشعب المصرى لتصريف أموره بنفسه بعد أن ضعف دور الدولة واقتصر على حماية كراسى الحكم. أقسم لكم أنه إذا كانت هناك من عبقرية لدى هذا الشعب فهى أنه ما يزال على قيد الحياة رغم كل الظروف التى أدت بشعوب أخرى للانهيار. وبعد ذلك تصفون هذا الشعب بالجهل والتقصير والجبن؟ ياسادة، إن كانت لديكم بقية من عقل وضمير، عليكم أن تعرفوا من الذى يستحق هذه الصفات حقا.