Wednesday, October 09, 2013

هل ينتاب "الشك" حسين فهمي في نجوميته؟


برغم أن اسم النجم حسين فهمي يتصدر عناوين مسلسل "الشك"، وبرغم أن من المفترض أن شخصيته فيه تمثل محورا بالغ الأهمية تدور حوله الأحداث، فإن وجوده كاد أن يخبو كثيرا في معظم لحظات المسلسل. وربما عاد ذلك إلى سيناريو الكاتب أحمد محمد أبو زيد، الذي لم يعط هذه الشخصية الدرامية حقها، لكن ذلك أيضا يعود في جانب كبير منه إلى اعتماد بعض النجوم على حب الجماهير لهم، فلا يبذلون جهدا كافيا في الأداء، وتلك من آفات السينما والدراما التليفزيونية المصرية. في أحد مشاهد الحلقة الأولى، تكون الابنة الكبرى وسيلة (مي عز الدين) قد عرفت لتوها أنه لن يمكنها أن تصير أما، إلا بعد عملية جراحية سوف تكلفها ما لا تملكه من مال، وتلتقي وسيلة بأمها سامية (رغدة) لتشكو لها همها، بينما يأتي الأب نبيل (حسين فهمي) على عجل ليواسي ابنته بعد أن عرف الخبر. يدخل حسين فهمي إلى موقع التصوير، وبدلا من أن يربت مثلا على كتف ابنته بلمسة خفيفة حانية بمجرد أن يراها، فإنه يجلس إلى الطاولة ليلقي سطور حواره، في نمطية وسطحية بالغتين. إن "الممثل" حسين فهمي هنا لم "يعش" الشخصية، بل النجم هو الذي جاء إلى العمل، مكتفيا بنجوميته السابقة. للأسف فإن هذا ينسحب على معظم لحظات حسين فهمي هنا، غير أن الحقيقة أيضا أن تلك كانت مهمة المخرج محمد النقلي، الذي كان عليه أن يضيف لمساته الإخراجية الفنية والإنسانية إلى السيناريو، لكنه اكتفى بدوره بأن يكون "منفذا" لما جاء على الورق. ومن الحق القول أيضا أن السيناريو المكتوب لم يساعد حسين فهمي ولا الممثلين الآخرين على ذلك، فلجأوا إلى قدر هائل من المبالغات التي تذكرك بأداء يوسف وهبي وأمينة رزق، وهو السيناريو الذي غلب عليه قدر كبير من الاصطناع، الذي قد يعجب الجماهير التي تعشق الأفلام الهندية، لكنه يخلو من الحياة الحقيقية. وكل سيناريوهات أحمد أبو زيد (وأبيه محمود أبو زيد) تعتمد على هذا الاصطناع، ولعل القارئ يتذكر مثلا فيلم "العار" (الذي كتبه الأب) والمسلسل التليفزيوني المأخوذ عنه (الذي كتبه الابن)، فهو يحكي عن أسرة مات عائلها، لتكتشف أنه كان في الحقيقة تاجرا للمخدرات، وقد وضع كل ما يملك قبل أن يموت في صفقة، ليجد أبناؤه أنفسهم في مواقف متصارعة من استكمال هذه الصفقة، وهي حبكة كما ترى لا علاقة لها بالواقع من قريب أو بعيد، أو على الأقل بالواقع كما نعرفه. أما الحبكة في "الشك" فهي تقوم على فرضية أخرى: الابنة وسيلة التي حكيت لك عنها هي ابنة لأسرة من طبقة وسطى، تضم الأب نبيل صاحب المكتبة الذي ينتمي لجيل كاد أن ينقرض، والأم سامية التي تعمل ناظرة مدرسة، وبعض الأشقاء والشقيقات، وأضف إلى ذلك كله تنويعة من أزواج الشقيقات وزوجات الأشقاء. وتبدو العائلة بمختلف أطيافها تسير في حياتها اليومية، ويغلب على معظمهم الانتهازية والخيانة، حتى يُلقى حجر في البحيرة الراكدة. يتمثل ذلك الحجر في المحامي فايق (مكسيم خليل)، الذي يظهر ذات يوم، ليخبر الأسرة أن رجلا بالغ الثراء يدعى قاصد خير مات في الغربة، ليترك في وصيته كل ثروته إلى وسيلة التي يقول إنها ابنته، وإلى الأم سامية التي يبدو أنه كان على علاقة بها. وهكذا تصبح "التيمة" الرئيسية للمسلسل كيف أن المال الذي هبط على الأسرة، أو إحدى بناتها، سوف يحولهم جميعا إلى وحوش، بينما تضيع التيمة الأقوى، التي كان من المفترض أن يكون لها الاهتمام الأكبر، وهي "الشك" الذي ينتاب الأب في زوجته بعد ذلك العمر الطويل، وسوف يدمر حياته تدميرا، بما يذكرك على نحو ما بمسرحية الكاتب السويدي الشهير ستريندبيرج "الأب"، والتي تحولت إلى فيلم مصري بعنوان "العذاب امرأة". وإذا كان "الشك" الذي تزرعه الزوجة بنفسها في عقل الزوج هو محور المسرحية، فإنه هنا يصبح مجرد مناسبة لبعض سطور حوار زاعقة من جانب حسين فهمي، والكثير من دموع رغدة، خاصة عندما يتحول هذا الشك إلى يقين، مع ظهور نتيجة تحليل البصمة الوراثية، الذي يؤكد أن وسيلة ليست ابنة نبيل. ولأن الغاية تبرر "الوسيلة" (وهذا من بعض أسرار اختيار عائلة الكاتب أبو زيد لأسماء الشخصيات)، فإن وسيلة سرعان ما تتقبل الأمر، بل ترحب به، لأن تلك الثروة الطائلة سوف تساعدها في الحصول على الابن الذي تحلم به. وأيضا لأن كل سيناريوهات عائلة أبو زيد ترمي إلى إقناع المتفرج بأن يرضى بالأمر الواقع، وأن المال لن يجلب سوى الدمار (ولعلك ما تزال تتذكر فيلم "جري الوحوش")، فإن هذه الثروة الغامضة سوف تثير الكثير من الغبار في علاقات أبناء الأسرة جميعا، فوسيلة سوف تترك زوجها زير النساء أدهم (نضال الشافعي)، لكي تتزوج من المحامي فايق الذي كان سببا في هبوط الثروة عليها، بينما يطلق الأب نبيل زوجته، ليتزوج فيما بعد قريبته سعاد (صابرين)، التي تبدو كأنها مصنوعة من الشر الخالص. ناهيك عن شخصيات أخرى، يمكن أن تحذف منها أو تضيف إليها من شئت، مثل الابن الأصغر طارق (كريم أبو زيد، شقيق كاتب السيناريو)، الحالم بأن يكون مطربا "شبابيا"، بينما الحقيقة أنه لا يؤثر في الأحداث من قريب أو بعيد. وبعد أن يكون "الشك" قد انقشع طوال خمس وعشرين حلقة كاملة، يفاجئك العمل بالمفاجأة التي كان يخفيها عنك، وهي أن فايق – وبمساعدة أدهم – قد اتفقا على تزوير نتيجة تحليل البصمة الوراثية إياها، حتى تؤول الثروة إلى وسيلة، لكن فايق سوف ينحي أدهم جانبا، لكي ينعم بالثروة وحده، خاصة بعد أن نجح في إيداع وسيلة مصحة نفسية، ليثبت – زورا مرة ثانية – أنها غير مؤهلة للتحكم في ثروتها. لكن فايق يلقى مصرعه على يد زوجته الأولى منال (ريهام سعيد)، ويفترض أن يرث ثروته طفله من وسيلة، لكن أدهم يفاجئنا – للمرة الثالثة!! – أن الطفل ابنه، لأنه اتفق سرا مع فني المعمل على تبديل السائل الذي حملت منه وسيلة بالتلقيح الصناعي، لتخرج وسيلة من ذلك كله خاوية الوفاض. وهكذا ما جاءت به الرياح أخذته الرياح، لينتهي المسلسل باجتماع شمل الأسرة بعد تلك العاصفة. وإن أردت تفسيرا للسبب الذي ترك ذلك المدعو قاصد خير ثروته لوسيلة، فهو تصوره أنها ابنته، إذ كان قد "اغتصب" الأم سامية منذ عقود، لكنها تخلصت من حملها منه قبل أن تتزوج من نبيل!! وهكذا يظل السؤال الدائم لنا حول مسلسلاتنا التليفزيونية: ما هي التيمة الرئيسية بالضبط؟ فغالبا ما تضيع هذه التيمة وسط تفريعات هنا وهناك، فليس "الشك" هو الموضوع المهم هنا، وإن كانت البداية به، لكن العمل سوف يتخبط طويلا في سلسلة لا تنتهي من المؤامرات، التي تدور في الأغلب في المعامل الطبية (!!)، وتصوير البشر على أنهم مجموعة من الوحوش الضارية في غابة الحياة. مرة أخرى قد يكون مثل هذا المسلسل قريبا إلى "عقل" قطاع لا يستهان به من الجمهور، خاصة ذلك الذي تربى على الميلودراما المصرية والأفلام الهندية، لكن تلك الجماهيرية لا تمنعنا من الاعتراف أولا بأن تلك التوابل الحارقة ما تزال تثير شهية جمهورنا، خاصة إذا تمتع العمل – كما هو الحال هنا – بقدر كبير من تلقائية الحوار برغم اصطناع الأحداث وافتعالها، كما لا تمنعنا هذه الجماهيرية أيضا من الإقرار بأن هذا النوع من الميلودراما يساهم في استمرار تراجع ذائقة الجمهور، الذي يظل مقيدا بتلك الأفكار والمعالجات الدرامية القديمة، التي كانت وما تزال تقول لهم أن المال هو السبب كل الشرور، وأن الفقر نعمة والثروة نقمة، وأن كل المصائب تبدأ دائما من نتائج المعامل الطبية!!

Tuesday, October 08, 2013

إلهام شاهين... في مستشفى المجانين


هناك من الأعمال الدرامية التلفزيونية الدرامية ما لا يستحق عناء التوقف عنده كثيرا، لولا ارتباط هذا العمل أو ذاك بنجم أو نجمة. ومن الأمثلة الصارخة على ذلك ما شهدناه هذا العام في المسلسل "الرمضاني" المسمى "نظرية الجوافة"، والذي قامت ببطولته "النجمة" إلهام شاهين، التي لا تستمد أهميتها الراهنة من أعمالها السابقة فقط، خاصة أفلام مثل "يا دنيا يا غرامي" أو "واحد صفر"، وإنما أيضا لارتباطها ببعض القضايا الساخنة التي شهدتها الساحة السياسية المصرية مؤخرا، مما جعل البعض يتنبأ ويتصور أن مسلسلها الأخير هذا سوف يتماس بشكل أو بآخر مع هذه الأحداث. لكن سوف يخيب ظن المتفرج إلى حد كبير، فلن يلمس مسلسل "نظرية الجوافة" هذا الواقع إلا ببعض "إفيهات" هناك وهناك، أو الحديث عن حالة "اكتئاب جماعي" أصابت معظم المصريين في الآونة الأخيرة، وحولتهم إلى كائنات تجمع على نحو غريب بين البلادة والعدوانية. وتلك بلا شك ملاحظة بالغة الأهمية، كانت تستحق بالفعل أن تكون هي جوهر العمل الذي كتبه وأخرجه مدحت السباعي، لكن ذلك كله أتى في شكل جمل حوار عابرة، أما "الحبكة" الرئيسية – إن كان هناك حقا ما يستحق أن يحمل هذا الاسم – فتعتمد على "شطحة" أخرى من شطحات المخرج المؤلف، الذي بدأ حياته بفيلم من هذا النوع، هو "وقيدت ضد مجهول"، عن سرقة الهرم الأكبر دون أن يتحقق أي نجاح في الكشف عن اللص، بل إن الأمر ينذر بسرقات أخرى أفدح وأخطر. دعنا في البداية نلقي نظرة على عالم "نظرية الجوافة"، لكن فلأوضح لك أولا أن هذا الاسم لن يعني شيئا على الإطلاق، برغم أنه جاء في الحلقة الأولى على لسان الطبيب النفسي رمزي رامز (أشرف عبد الباقي)، الذي ذهبت إليه البطلة هالة (إلهام شاهين)، وهي ذاتها طبيبة نفسية، تشكو من القمع الذي يمارسه عليها رئيسها في العمل الدكتور نجاتي (فتحي عبد الوهاب)، لأنه يشعر بالغيرة منها لأنها تحقق تقدما في رسالتها العلمية عن ذلك الاكتئاب الجماعي الذي أشرنا إليه، فيخبرها الدكتور رامز (الذي لن يظهر إلا في هذه الحلقة) بأنها مثل شجرة "الجوافة" المثمرة، التي إن كانت ثمارها أكثر وأنضج تعرضت للقذف بالحجارة، وذلك مَثَل سائر في ثقافتنا، لكنك لن تدري لماذا الجوافة تحديدا، ولماذا لن تكون هذه "التيمة" هي محور المسلسل كله. أغلب الظن أن المخرج المؤلف مدحت السباعي قد كتب هذا العمل في الأصل للسينما، كفيلم تغلب فيه الروح الكوميدية، عن "المقالب" التي تدور بين الطبيبين النفسيين نجاتي وهالة، اللذين يعملان في مستشفى واحدة، لكن بسبب أحوال صناعة السينما الراكدة، تحول العمل إلى مسلسل تليفزيوني يبلغ ثلاثين حلقة بالتمام والكمال، وليس مهما أن بعض الحلقات لا تشهد أي أحداث جديدة، أو أنها تغرق في مشاهد حوارية لا تضيف شيئا، حيث تتبادل الشخصيات الحوار وهم جالسون على الأرائك، بما أضاف رتابة ومللا شديدين على المسلسل، الذي سوف يفقد في الأغلب كثيرا من متفرجيه بعد عدد قليل من الحلقات. القماشة الأساسية للمسلسل هي إذن أجواء المصحة النفسية، لكنك سوف تلحظ على الفور أن صورة الطبيب النفسي هنا هي ذاتها الصورة النمطية التي تتكرر في معظم أعمالنا، فهو أكثر اضطرابا من مرضاه، ويتعاطى الأدوية المهدئة بإفراط شديد، بل إن الدكتور نجاتي مثلا يخطط للتخلص من الدكتورة هالة، بأن يجعلها تفحص مريضا يصاب فجأة بنوازع تدفعه إلى القتل، لعل هذا المريض يقتلها في إحدى نوباته. كما أن هالة ذاتها تعيش خيالات مجسدة، تطعن فيها نجاتي لكي تتخلص منه. لكن بين الحين والآخر، سوف يعود الحديث عن موضوع "الاكتئاب الجماعي" إياه، واختفاء أخلاق الفروسية و"الجدعنة"، وبدلا من أن يلمس المسلسل – مجرد لمس – أسباب هذا المرض الاجتماعي، فإنه يختزله على نحو بالغ السخف والهزال، لذلك فإنه يقترح علاجا واحدا وحيدا له، وهو "الضحك". لكن المفارقة أن المسلسل برتابته لا يضحكنا على الإطلاق، وهو عندما يحاول ذلك يأتي ببعض إشارات وتلميحات وجمل دارت على الألسنة مؤخرا، في سخرية من بعض السياسيين الذين يرددونها، فالمريض النفسي بالرغبة في القتل (هاني رمزي)، والذي يظهر في حلقة أو اثنتين، يكرر عبارات مثل "فيه صوابع بتلعب"، أو "على علاقة مع ناسا"، أو "تعالي وأنا أقول لك فين"، وهي عبارات قد تثير ابتسامة عابرة، لكنها لن تترك في المتفرج أثرا عميقا يجعله أقرب إلى فهم هذا "الاكتئاب الجماعي" المشار إليه. من جانب آخر، سوف يخترع المسلسل جارا للبطلة هالة، هو سالم المبالغ في تدينه الشكلي، ويكون دوره هو ترديد بعض الآراء السطحية التي طفت على سطح المجتمع المصري مؤخرا، لكنه بدوره لن يترك في ذاكرة المتفرج لمحة باقية، حتى أنه يمكنك أن تحذف دوره، خاصة بسبب الأداء الباهت للممثل تامر عبد المنعم لهذه الشخصية. في الحقيقة أن أداء جميع الممثلين يعاني من مرض بات يهدد بعض تمثيلياتنا مؤخرا، وهو الخلط بين الكوميديا و"الفرسكة" أو التهريج، ذلك الخلط الذي انتقل إلى الكوميديا المصرية من خلال بعض المسلسلات السورية، بأداء يميل إلى المبالغة التي تؤدي في النهاية إلى فقدان مصداقية الشخصية. لقد ظهر ذلك على سبيل المثال منذ عامين في مسلسل "عايزة أتجوز"، الذي ربما أضحك بعض المشاهدين في عرضه الأول، لكنه لن يضحكهم في العروض التالية أبدا، بينما ما تزال هناك مسلسلات كوميدية قديمة تجذب المتفرج في عروضها المتوالية (مثل "حكاية ميزو")، لأنها كانت لا تتجاهل ذلك الفاصل الدقيق بين الأداء الكوميدي والتهريج. تأمل على سبيل المثال "نمرة" يفترض أنها مضحكة في "نظرية الجوافة"، حيث "يقف" – بالمعنى الحرفي للكلمة – كل من هالة ونجاتي، يجريان حوارا تليفزيونيا يمتد نصف ساعة كاملة، مع المذيعة اللامعة هالة سرحان، يتنافسان فيه فيما يبدو (أو هو كذلك بالفعل) أقرب إلى الحوار المرتجل، في مشهد هو في ذاته أقرب إلى الارتجال، يبدو أن المخرج المؤلف لجأ إليه لكي "يمط" الحلقات بالعافية!! ووسط كل هذا السرد المضطرب، الذي ليست له بداية أو نهاية، هناك حكاية عن رجل الأعمال بالغ الثراء رشدي (طارق التلمساني)، الذي يلجأ إلى هالة لتعالج ابنته المصابة بالاكتئاب، وعندما تنجح في ذلك يبني لها مصحة أضخم، تقرر أن تصحب إليها رئيسها وغريمها الدكتور نجاتي، لأنها في قرارة نفسها تحبه (!!)، لكي يحشر المسلسل في نصفه الثاني لقاءات عديدة بينهما، مثلما يحشر علاقة حب بين الطبيبين الشابين نوال (ناهد السباعي) وكمال (أمير شاهين)، اللذين يبدو أن سبب وجودهما الوحيد هنا أن الأولى ابنة المخرج المؤلف، والثاني شقيق البطلة النجمة. كثيرا ما سوف ترى مشاهد مبعثرة هنا وهناك، تارة لهالة وهي تحدث نفسها (تظهر إلهام شاهين بشخصيتين في نفس الكادر)، أو الحديث عن نجاح هالة في حل لغز بوليسي باستخدام علم النفس وتفسير الأحلام (!!)، أو ظهور العديد من الممثلين المشهورين كضيوف شرف، برغم أنه يمكنك أن تحذف دور أي منهم دون أن تفتقد شيئا، لينتهي المسلسل مثل الأفلام المصرية القديمة تماما، بمشهد طويل جدا لزفاف البطل والبطلة!! أين تيمة الاكتئاب الجماعي من ذلك كله؟ وما علاقة اسم "نظرية الجوافة" بكل هذا الخلط؟ أسئلة بلا إجابة، مثلما وضع المخرج المؤلف في الحلقة الثالثة مشهدا، كان الأجدر به أن يقلب الأحداث والشخصيات رأسا على عقب، لكن يبدو أن المخرج كتبه بشكل ارتجالي، ونسيه بشكل أكثر ارتجالا، حين ألقى للمتفرج تلميحا بأن هالة ونجاتي قاما في الأصل بتزوير شهادتي تخرجهما من كلية الطب!! لكن لا أثر بعد ذلك على الإطلاق لمثل تلك المفاجأة، فقد كان التصور الوحيد لدى المسلسل أنه يعالج الاكتئاب بما يفترض أنه الضحك، وإن كان الأكثر احتمالا أنه قد زاد من هذا الاكتئاب!!